رئيس جمعية تجار المدينة العتيقة لتطوان قال لـ « مدينة ميديا» أن الأيام التجارية طريقة مشروعة لتبديد المال العام
حاوره : حفيظ أبوسلامة .
قال أحمد المكناسي رئيس جمعية تجار المدينة العتيقة لتطوان و الكاتب العام لجمعية تجار تطوان ، أن الوضع الإقتصادي لتطوان ينذر بالكارثة ، وأكد في حديثه لـ« مدينة ميديا» أن الدورة السادسة للأيا
م التجارية لتطوان طريقة مشروعة لتبديد المال العام ، مضيفا أن هذه الأيام لم يتعدى التجار المشاركون فيها 2 بالمائة واصفا إياها الفاشلة ، و تابع المكناسي في هذا الحوار قائلا أن 70 بالمئة من البضائع التي عرضت بالأيام مهربة ، موضحا أن رئيس الغرفة يمارس سياسة إرضاء الخواطر لضمان استمرار يته على رأس هذه المؤسسة ، مستنكرا سياسته في إنتاج و تفريخ جمعيات بأهداف إنتخاوبية ، و فيما يلي نص الحوار .
* ما تقييمكم للوضع الإقتصادي و التجاري لتطوان و النواحي ؟
الوضع التجاري والاقتصادي بالمدينة كارثي ، بحكم أن اقتصاد تطوان و النواحي كان مبنياعلى ما يسمى بالاقتصاد الهش ” البضائع المهربة من سبتة وباقي المعابر الحدودية الأخرى إضافة الى تجارة الكيف ” و هذين الإقتصادين إن صحت هاته التسمية شهدا في المرحلة الأخيرة تراجعا و إنكماشا كبيرا جراء السياسة التي أصبحت تنهجها الدولة في محاربتها و القضاء عليها، ناهيك عن الركود و الجمود الذي يعرفه قطاع العقار والبناء.
* إنتهت قبل أسبوعين الأيام التجارية السادسة التي نظمتها غرفة التجارة والصناعة والخدمات لولاية تطوان أيامها التجارية من 4 إلى يناير الى 8 فبراير 2013 مامدى إستفاذة تجار مدينة تطوان من هاته الأيام ؟
إن الأيام التجارية التي انتهت قبل أسابيع ليست بأيام تجارية ولاهم يحزنون ، وانما هي طريقة مشروعة لتبذيذ المال العام . فكيف تفسر تجارية على صعيد ولاية تطوان ونسبة المشاركة فيها لم تتعدى 2 في المئة من تجار الولاية، من هنا نقول ان هذه الأيام فاشلة بجميع المقاييس ، و هذه الأيام يتم تنظيمها ضد رغبة التجار ، و لا يتم إشراكهم في صياغة برنامجها و لا أهدافها ، و إننا كتجار منظمين ما فتئنا نندد بتنظيم هذه الأيام التجارية كل سنة لما لها من آثار سلبية علينا، و هنا لا تفوتنا الفرصة كي أحيي من منبركم هذا التجار الشرفاء اللذين قاطعوا هذه الأيام .
* كيف تفسر فشل هذه الأيام و تنظيمها ضد رغباتكم ؟
كما قلت لك لا يتم إشراكنا في صياغة برنامجها و لا أهدافها ، و نسبة المشاركة فيها دليل على فشلها الكبير ، و تنظيم هذه الأيام التجارية يعتبر شكلا من أشكال المنافسة غير الشريفة باعتبارها لا تخضع للضرائب، وتسوق بها السلع المهربة من سبتة السليبة بشكل يفوق 70% من معروضاتها، أضف الى ذلك منافسة القطاع الغير المهيكل ، الى جانب إنخفاض المعاملات التجارية بشكل رهيب .
* و أين يتجلى هذا التنافس الغير الشريف ؟
التنافس غير الشريف يتجلى في كون بعض التجار الذين لا ضمير لهم يغتنموا هذه المناسبة ليروجوا للسلع المهربة الذي تدخل تطوان عن طريق التهريب وتكون اقل جودة وتساهم الغرفة و مندوبية التجارة و الصناعة فيها بطريقة غير مباشرة .
* أصدرتم كجمعية لتجار المدينة العتيقة على هامش هذه الأيام ثلاث بيانات ماهي النتائج التي وصلتم اليها من تلك البيانات ، و ما مدى تجاوب السلطات معها ؟
نعم اصدرنا ثلاث بيانات ضدا على هذه الأيام الفاشلة ، و التي عرفت تجاوبا كبيرا للتجار مع ما جاءت به هذه البيانات .وأحسوا أن لهم جمعية تدافع عن حقوقهم وتهتم بمشاكلهم ووضعهم التجاري البئيس .اما بالنسبة للسلطة فأبوابها كانت مفتوحة لنا على الجميع المستويات وجلستنا أكثر من مرة ، تحاورنا معها بجدية لحل المشاكل التي يعاني منها التجار ووعدت بحلول في حدود الامكانيات المتاحة لها .
* وماهي مؤاخذتكم على رئاسة الغرفة كتجار ؟
نحن في جمعية تجار المدينة العتيقة لتطوان و التي أحضى برئاستها نعمل ما في مصلحة التجار وما يمليه علينا ضميرنا ، ويهما ما يقع في رئاسة الغرفة . نعطي راينا ونعطي اين يقع الخلل . والرئاسة لها كامل الحق والصلاحية ، و رئاسة الغرفة تتعمد إقصاء و تهميش التجار البسطاء ونؤاخذها على ذلك ، إضافة الى كونها لا يعير أي اهتمام لهذه الشريحة الهامة من التجار فيما يعانونه ، والسيد الرئيس ” المحترم ” لا يفكر إلا في ترضية أصحابه من تجار الصالونات ، ناهيك عن السفريات والتعويضات وإرضاء الخواطر لضمان استمراريته على رأس هذه المؤسسة ، و نستنكر بشدة سياسته في إنتاج و تفريخ جمعيات بأهدف إنتخاوبية ، إسألوا رئيس الغرفة كم من مرة نزل الى الاحياء الشعبية ليستفسر عن وضعية التجار والمعانات الدي يعانونها ،أما من غير هذا فهي مجرد شعارات فضفاضة لا تخدم في شيئ مصلحة التجار .
* لكن سلطات المدينة تتقاعس في إيجاد حلول جذرية لظاهرة الباعة الجائلين التي إكتسحت جل شوارع المدينة ،ألا تعتقد معي أن هاته الأخيرة تناقضكم بين ما تقوله و ما تفعله ؟
لا أعتقد ذلك ، لقد جالسنا السلطات المحلية وحاورناها وطرحنا البذائل التي نراها ممكنة وتخدم المصلحة العامة وتناسب الجميغ .ولا غالب ولا مغلوب فيها ، وهذا يتطلب وقتا اكبر لانه موضوع ليس بالسهل كما يتصوروه البعض .والباغة المتجولون ضاهرة وطنية ولا يمكن معالجتها بجرة قلم ، ناهيك عن الخوف من درت الفعل التي قد تنجم عن أي تدخل أمني في حق هاته الفئة .
* هناك جهات و اطراف معينة تتهمكم الى جانب السلطات بتشجيع تجارة الأرصفة من خلال صمتكم عن الظاهرة ، و تعتبر ان هذا السلوك واحد من الأسباب الرئيسة وراء إنتشار ظاهرة سرقة المحلات التجارية ؟
نحن لم و لن نصمت عن هذ ه الظاهرة ، لقد طرحنا البديل الذي نراه مناسبا ويرضي جميع الاطراف ، و لدينا طرح راهن و يتجلى في خلق أسواق أسبوعية منظمة بمختلف أحياء تطوان الهامشية ” النقاطة ، الملاليين ، القلاليين ، عين لحصن ، أزلا ، أمسا ، بني معدان ، و غيرها من المناطق المجاورة لتطوان ، و لفدينا طرح على المدى المتوسط و المتمثل في تشييد و بناء مركب تجاري ضخم يضم ازيد من 5000 محل تجاري يمكنه أن يأوي جميع الباعة الجائلين بتطوان بمرأب باب النوادر “بارك حمادي ” يتكون من خمسة طوابق ومرأب أرضي للسيارات و أخر علوي ، و نحن في جمعيتنا نتشبث بهذا المقترح ، وهو ما سيمكننا من إفراغ جميع شوارع تطوان و طرقاتها ، و بالتالي يمكن لتطوان أن تكون قطبا سياحيا بامتياز .
* لكن بهذه الطريقة ستتحول تطوان الى مدينة للأسوق ، و ستصبح سوقا كبيرا للسلع المهربة ، مما سيشكل عبئ جديدا على تجار المدينة ؟
اولا تطوان بمفهوما التاريخي هي مدينة تجارية ، و لا أعتقد أن بناء أو تشييد سوق يعتبر مشكلا ، و عليه فالمشكل الحقيقي هو بقاء و إستمرار هذه الفوضى الخلاقة التي أصبحت تكتسح شوارع المدينة ، وكما قلت سلفا فبناء مركب تجاري بالمواصفات و المعايير التي ذكرتها آنفا سيعطي لنا مدينة سياحية جميلة تستحق ان تكون عاصمة صيفية لعاهل البلاد فتطوان بمفهومها التجاري تفتقد للاسواق . اللهم سوق الامام مالك فهو سوق نمودجي اما الباقي فهي غبارة محيمات .
* لنعد الى جمعيتكم ماهي القيمة المضافة التي قدمتها و تقدمها للمشهد الاقتصادي للمدينة في ضل تنامي الكساد التجاري ؟
نحن نمثل جزءا من المجتمع المدني بالمدينة ، و إمكانياتنا تبقى جدا محدودة في ظل الواقع السياسي و الإقتصادي للمنطقة ، و ما يمكننا ان نقدمه كقيمة مضافة للمشهد لن يتعدى توعية التجار بما يحاك ضدهم من طرف الذين يمثلونهم في غرفة التجارة والصناعة الخدمات،الى جانب خلق ديناميكية تساهم في منع إفلاس نشاطاتهم التجارية .
* ماهي رسالتكم الى الجهات المعنية بالوضع الإقتصادي بتطوان و النواحي « مندوبية التجارة و الصناعة ، الغرفة ، الجمارك ، سلطات محلية ، جماعات حضرية »
رسالتنا واضحة للجميع سلطات و مسؤولين و منتخبين و فعاليات المجتمع المدني و أحزابا سياسية ، يجب وضع اليد في اليد للخروج بمدينتنا من هذه الوضعية الحرجة التي تمر منها على مختلف المستويات و الأصعدة بعيدا عن الصراعات الفئوية الضيقة و أؤكد ان سياسة الإقصاء وحفر الخنادق لافائدة منها في هذه الضرفية جدا التي يمر بها وطننا لأننا في الاخير جميعا من و الى هذا الوطن تحت راية واحدة .